من امراض الحصان

المغص عند الخيول Colic:المغص المقدمة: المغص عبارة عن الم بطني يحدث في الفصيلة الخيلية وذلك بسبب المعدة الصغيرة نسبيا و كذلك الأمعاء الدقيقة الطويلة أما الجزء الأكبر من الجهاز الهضمي فيكون للأعور والذي يحدث فيه الجزء الكبير من العملية الهضمية وخاصة هضم الألياف و النشويات وهذا السبب إلى جانب نظام التربية الحديثة الذي تخضع له الخيول يؤديان إلى العديد من حالات المغص التي تصيب الخيول خلال فترة حياتها. كما انه توجد العديد من العوامل المحرضة التي تتشارك في حدوث نوبات المغص منها النوعية السيئة للغذاء أو عدم إعطاء الحصان الوقت الكافي للقيام بعملية الهضم قبل التمرين و الإجهاد العضلي وكذلك السقاية بعد التمرين مباشرة إضافة إلى عوامل الإجهاد و الاصابة بالديدان المعوية . أنواع المغص: هناك العديد من أنوع المغص التي يتعرض لها الحصان وهي 1-المغص الناجم عن انسداد الاقنية الصفراوية بالطفيليات 2-المغص الكلوي نتيجة الحصى في الكلى أو الحالب(مغص كاذب). 3- المغص الغذائي و الذي هو الأكثر شيوعا و يحدث نتيجة تراكم الغازات أو انحشار و إعاقة مرور الكتل الغذائية نتيجة انعقاد أو انفتال الأمعاء. كذلك تلعب الإدارة و شروط التربية دور مهم في حدوث المغص أما المغص التشنجي فيحدث أحيانا نتيجة تشنج الجدار المعوية نتيجة هجرة يرقات الديدان أو نتيجة تقديم العلف مباشرة بعد التمرين أو الاسقاء بالماء البارد بعد الإجهاد العضلي مباشرة أو في الطقس البارد الو عوامل أخرى. أما المغص الانحشاري فيحدث غالبا بين القولون البطني الأيسر والظهري الأيسر في منطقة الرباط ألحوضي أو في منطقة اتصال الأمعاء الدقيقة مع الغليظة و يحصل الانسداد غالبا نتيجة تناول العلف السيئ النوعية صعب الهضم أو تناول قطع الخشب ويحدث هذا غالبا مع الخيول التي تميل إلى أكل الفرشة أو الخيول التي تعاني من مشاكل في الأسنان. كذلك أحيانا يشاهد المغص عند الخيول التي تعيش في الأحوال الجوية السيئة و التي تتغذى على الأعشاب و إن السبب لهذه الحالة غير معروفة و لكن يرجح أن يكون نتيجة التقلبات السيئة في المناخ أو نتيجة بعض الأعشاب السامة ويظهر هذا النوع من المغص عادة إمساك في القولون . كثير من حالات المغص تؤدي إلى نفوق الحيوان أو إلى الشفاء و هذا يعتمد على شدة الإصابة حادة أو تحت حادة أو مزمنة. يحدث تمزق المعدة غالبا في المغص الانسدادي و تبدي الخيول المصابة في البداية أعراض الم بطني عظيم لا تلبث أن يدخل الحيوان في طور هادئ و يدخل في صدمة و ينفق بعد وقت قصير. المغص الرملي يحدث نتيجة تراكم الرمل في الأعور نتيجة تناول كميات من الأغذية أو المياه التي تحوي نسبة عالية من الرمال أو نتيجة انحراف الشهية عند الحيوان نتيجة نقص بعد العناصر المعدنية مثل الفوسفور أو نتيجة تغذية الخيول على أعشاب قصيرة في مرعى تربته رملية . المغص الغازي و يحدث نتيجة تراكم الغازات في المعدة أو القولون أو الأعور الناجم عن إعاقة مرور الكتل الغذائية و الغازات نتيجة انعقاد الأمعاء أو وجود جسم غريب أو نتيجة تناول كمية كبيرة من المواد الغذائية التي تحتوي نسبة عالية من السكريات السهلة الهضم مما يؤدي إلى زيادة الحموضة و بدئ عمليات التخمر و إنتاج كميات كبيرة من الغازات. المغص الانسدادي الآلي: ويحدث هذا الشكل من المغص نتيجة دوران إحدى العرى المعوية نتيجة تعلق الأمعاء بالمساريقا أو نتيجة طول الأمعاء الدقيقة مما يؤدي إلى إعاقة جريان الدم إلى الجزء المنفتل من الأمعاء وبدئ حدوث الغنغرينا و يعد هذا الشكل من اخطر الأشكال التي تهدد حياة الحصان إذا لم يلجا إلى التدخل الجراحي مبكرا كما يحدث هذا النوع من المغص نتيجة وجود بعض الأورام الشحمية خاصة في الخيول المسنة و التي تكون على شكل البندول و تدور أثناء حركة الأمعاء و ربما تؤدي إلى غلق جزء من التروية الدموية عن الأمعاء كما تؤدي هذه الحالة إلى تراكم الغذاء في المعدة و قد يؤدي هذا إلى تمزق المعدة و يدخل الحيوان في طور السكون بعد أعراض الألم البطني الشديدة و تنتهي الحالة بالنفوق . المغص الطفيلي: ويحدث هذا النوع نتيجة هجرة يرقات الطفيليات عبر الشريان المساريقي الأمامي الذي يغذي الأمعاء و تؤدي هذه اليرقات إلى حدوث جلطات في هذه الشرايين و بالتالي إعاقة جريان الدم و تطور حالة غنغرينا و بالتالي المغص. كما يمكن أن يحدث المغص نتيجة حدوث فتق في الحجاب الحاجز ناجم عن ولادة عسيرة في الأفراس أو نتيجة تعرض الخيول إلى حوادث تؤدي إلى تمزق الحجاب الحاجز. الفتق يؤدي إلى حدوث المغص و الذي يكون عادة في السرة أو في المنطقة الاربية و يحدث أن يدخل جزء من الأمعاء أو المسا ريقا في تجويف طبيعي أو صناعي في جدار البطن مما يؤدي إلى الضغط على الأوعية الدموية المغذية للجزء المنحشر و تتطور الحالة إلى غنغرينا و الم بطني. الخراجات البطنية تؤدي إلى حدوث المغص و تحدث عند الخيول في جميع الأعمار و لكن لوحظت بشكل أكثر عند المهور الصغيرة. الأعراض يترافق المغص بحدوث نوبات من الألم البطني الناتج عن الضغط و تشنج عضلات جدار الأمعاء ونتيجة التهاب البريتوان و الذي يحوي الكثير من مستقبلات الألم. و ترتبط درجة و شدة الألم تبعا للمسبب.و الأعراض النموذجية للمغص تكون على شكل قلق عند الحيوان و نظر إلى منطقة البطن والحيوان يكون متوترا يضطجع و ينهض كثيرا( الحيوان السليم عندما ينهض يهز نفسه جيدا ) في حالت المغص الغازي و الانسدادي يلوي الحيوان المصاب نفسه بشدة ويضرب الأرض بقوائمه و يتعرق أيضا و يلاحظ الازرقاق في الأغشية المخاطية و يشاهد الإسهال في حالات المغص التشنجي. حركات الأمعاء يمكن أن تسمع أو لا تسمع تبعا لنوع المغص و يلاحظ ارتفاع درجة الحرارة و زيادة مرات التنفس و حالات تبول متقطع. التشخيص يعتمد التشخيص على الأعراض السريرية التي يبديها الحصان و كذلك من خلال غياب أو زيادة الحركات الحوية للأمعاء. كما يساعد الفحص المستقيمي في تحديد سبب المغص فيمكن معرفة حالة المغص الانسدادي نتيجة التفاف أو انعقاد الأمعاء من خلال خلو المستقيم من الروث و ملاحظة التغيرات التشريحية لتوضع الأمعاء (الأعور-الرباط الحوضي –الأمعاء الدقيقة) كذلك يمكن مشاهدة المغص الغازي من خلال تمدد الأعور و وصوله إلى مدخل الحوض . بزل التجويف البطني و مشاهدة لون و نوعية السائل البريتواني و إجراء العد الخلوي له بالمجهر و تحديد نسبة الهيماتكريت فيه يساعد على تحديد شدة الحالة و إلى امكانية نجاح العمل الجراحي لإنقاذ الحصان. الوقاية و العلاج: الخراجات البطنية يجب المعالجة الطويلة بالمضادات الحيوية أما في المهور فان الخراجات البطنية تكون صعبة المعالجة و لا تستجيب كثيرا للمضادات الحيوية و غالبا ما تنتهي حالة المهر بالنفوق . الفتق: سواء كان الفتق بطنيا أو إربيا يجب التدخل الجراحي في الحال و ذلك باتخاذ الإجراءات السريعة التي تخفف الألم عند الحيوان . الأورام الدهنية الخبيثة: الاستئصال الجراحي للجزء المتضرر من الأمعاء يمكن أن يؤدي إلى التحسن، ويكون التشخيص المبكر للأورام من الأمور المهمة و يلاحظ أن الخيول ذات اللون الباهت أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الأورام و يلعب العامل الوراثي دورا في انتقال هذه الأورام إلى المهور لذلك يتوجب على المربي عدة الحصول على مهور من الخيول التي ثبت إصابتها بهذا النوع من الأورام. تمزق الحجاب الحاجز: يحتاج هذا الشكل من الإصابة إلى عمل جراحة استقصائية لتحديد سبب الألم و يكون التكهن بهذا الشكل من الإصابة سيئ جدا. المغص التشنجي: يتطلب هذا النوع من المغص إعطاء الحيوان أدوية مرخية و مهدئة للتشنج و التي تعمل على إعادة التنظيم العصبي المضطرب إلى حالته الطبيعية و تملك مسكن جيد و في حال كان السبب الديدان فيجب إعطاء الحصان أدوية مضادة للطفيليات و كذلك تطبيق برنامج علاجي وقائي لمنع إصابة الخيول بالطفيليات أما إذا كان السبب نتيجة الخلل في إعطاء الماء أو العلف للحيوان فيجب مراعاة طبيعة وقت تقديم الأعلاف للحيوان. المغص الانحشاري: و يتم التعامل معه بإعطاء الحيوان المصاب كميات كبيرة من السوائل و زيت البارافين عن طريق اللي المعدي لإيصالها مباشرة إلى المعدة و التي تقوم بعملية تزليق الكتلة الغذائية الكبيرة و اطراحها قبل أن تبدأ عمليات التخمر و حدوث مغص اكبر و كذلك تعطى الأدوية المفرغة للامعاء مثل البيلوكاربين أو الاريكولين أو كلور الباريوم. وتتم الوقاية من هذه الحالة من خلال الإدارة الجيدة و تقديم الوجبات بكميات و أوقات مدروسة وذات نوعية غذائية جيدة وان يخصص وقت كافي للتمارين . وكذلك لتجنب حدوث المغص الرملي يجب مراعاة شرب الخيول من المياه النظيفة الخالية من الأتربة و الرمال ولا سيما المياه من الجداول و وتجنب رعي الخيول في المراعي ذات التربة الرملية. في حالات المغص الغازي يمكن للطبيب البيطري إخراج الغازات المتراكمة في المعدة عن طريق إدخال اللي المعدي أما في حالة النفاخ في الأعور فيتم إزالة الغازات من خلال بزل الخاصرة اليمنى بواسطة مبزل معقم بعد ازالة الشعر و التطهير الجراحي لمنطقة البزل و يتم إخراج الغازات المتراكمة و تخفيف الضغط و الألم عند الحصان أما في الحالات الشديدة فيلجا إلى العمل الجراحي لإزالة النفاخ الغازي.و الذي يضمن تقليل حودث المغص الغازي العمل على تقديم غذاء متوازن للحصان يحوي نسبة جيدة من الألياف. المغص الانسدادي الناجم عن انفتال عروة معوية يكون التكهن فيه سيئ و خاصة في حال عدم الاستجابة للأدوية و يمكن تحديد خطورة هذا النوع من المغص من خلال زيادة معل النبض و ضعفه إضافة إلى ارتفاع الهيماتوكريت إلى أكثر من 50% و احتقان الأغشية المخاطية و تتلون بالون الأزرق.