«أمراض الخيول» تحد تواجهه الخيل وملاكها وعلاج بعضها بات مستحيلاً

سبتمبر 5th, 2010
أبرزها الكسور والمغص والرعام (1 – 2)
جريدة الوطن الكويتية

للخيل مكانة بارزة لدى العديد من المجتمعات على صعيد منطقة الشرق الاوسط ودول العالم، الامر الذي استدعى المهتمين والقائمين على هذا المجال بالاهتمام بمواكبة تطور طب الخيول والحرص على تنوير عقولهم بالمعلومات المفيدة والقيمة وذلك كخطوة تحوطية في حال تعرضت خيولهم للاصابة او المرض حتى يتمكنوا على الاقل من اسعافها ولو بشكل طارئ الى ان يخضعوها للتشخيص وعرضها على الطبيب البيطري المختص.ومع مرور الوقت تعددت امراض الخيول وزادت نسب انتشارها والذي اصبح بعضها يشكل خطرا يهدد حياة الخيل والبشر في ان واحد، وفي المقابل تطورت سبل العلاج فالطب الحديث جاء منقذا للبشرية واستطاع الحد من تناقل سموم هذه الامراض وعلاجها.


»الوطن» فتحت ملف التحقيقات للتطرق الى ابرز الامراض والحالات التي تتعرض لها الخيل خلال مسيرة حياتها، بدءا بأبسط اصاباتها وانتهاء باخطر امراضها والمعروف باسم «Glenders» او «الرعام» والذي بات منتشرا في الاونة الاخيرة في بعض الدول العربية.كما تتطرقنا في تحقيقنا هذا والذي سينشر على «جزأين» للحديث عن كيفية معرفة تشخيص هذه الامراض وعلاجها بالاضافة الى كيفية الحد من انتشار عدوتها بين الخيل وبني الانسان، ذلك بالاضافة الى معرفة احدث التقنيات المستخدمة التي توصل اليها عالم طب الخيول في الكويت.
التقينا أستاذ قسم جراحة الخيول ورئيس القسم البيطري في مستشفى الخيل التابع لمركز الدولية لرعاية الخيل د.امل ابو العلا وفيما يلي تفاصيل «الجزء الاول» من اللقاء:
- ما الحالات المرضية الاكثر شيوعا بين الخيل والتي تتردد على مستشفى المركز؟
- أغلب الحالات التي تأتينا للعلاج هي اصابات في الجهاز العضلي الهيكلي (العرج) وعلميا تسمى اصابة العضلي الهيكلي (العضلي هي الاصابات التي تصيب العضلات والأوتار للأنسجة الرخوة لدى الخيول). أما (الهيكلي فهي الاصابات التي تصيب العظام). وتتشابه الاصابات تحت اسم العرج هذا ومن الممكن ان تكون اصابة بمفصل أو حافر أو وتر أو عضلة ومن ناحيتنا نتعامل مع جميع هذه الحالات ونقوم بعلاجها.
هناك اصابات يمكن ان تكون معظمها عن طريق الوراثة وبعضها يشتمل على أورام حميدة وأيضا قد تكون نتيجة اصابة الخيول في ارض الملاعب أو اصابات الطوارئ والجروح.

الكسور

- كيف تتعاملوا مع حالات الكسور لدى الخيول؟
- الكسور من الحالات الصعبة في العلاج وخاصة عندما تكون الخيول التي تعرضت للكسر أعمارها كبيرة.نحن كمعالجين للكسور نقوم بتقسيم الكسور كالتالي: كسور ما تحت او فوق الركبة والعرقوب- «مفصل الهوك ومفصل الكربل».
عند حدوث الاصابات في منطقة ما تحت الركبة والعرقوب فانه من الممكن علاجها بطرق بسيطة، فالركبة هي اليد او القوائم الأمامية للحصان، وما تحتها يعتبر نصف اليد.اما العرقوب هو المفصل للقوائم الخلفية وما تحتها يعتبر نصف القوائم الخلفية للحصان.
لذا وفي حين اذا كان الكسر في منطقة ما فوق الركبة والعرقوب فاننا نواجه مشكلة في علاج الخيل المصابة لان كمية العضلات التي تغطي العظمة تصعب علينا عملية المعالجة وتثبيت الكسر من الخارج، وفي هذه الحالة نحتاج لعمل تثبيت داخلي عن طريق اجراء عملية جراحية نحتاج فيها الى وضع مسامير وشرائح.ولأن وزن الخيل ثقيل قد يتراوح ما بين500-600 كيلوجرام تقريبا فقد يصعب عليه تحميل هذا الوزن على العضلات او القدم المصابة لذا فالحل قد يكمن باستخدام ونش خاص للخيل (سلينج) لتعليق الخيل لمدة قد تستغرق 6-5 شهور من أجل ان يستطيع تحمل وزنه على العظمة المكسورة وفي بعض الاحيان للاسف فان الكسور لا تشفي، ولو نظرنا الى المردود الاقتصادي فاننا سنجد العملية غير مجدية ولن نستفيد من الخيل الذي تعرض للكسور كما في السابق لانه لن يكون باستطاعته مزاولة رياضة الفروسية ثانية ناهيك عن ان حجم وتكلفة هذا العلاج كبيرة ومكلفة.
احيانا نجد ان هناك بعض السلالات من الخيول تعتبر ثروة ثمينة لذا فسيكون من الضروري توفير العلاج اللازم لها، وبهذه المناسبة اود ان اشير الى ان مركز الدولية بصدد تطوير جراحة العظام في المستشفى وقد قمنا منذ اسبوعين كخطوة اولى بعمل ندوة في المركز استعرضنا من خلالها احدث سبل علاج التهاب المفاصل عن طريق الطب البديل وقد استضفنا أستاذا من جامعة المانية وتعلمت منه طرق العلاج وبدأت بممارسة نفس طريقة العلاج بالطب البديل وهي كالاتي: أخذ دم الحيوان المصاب وعلاجه بطرق خاصة حيث انمى خلالها عوامل النمو من الصفائح الدموية أو خلال من خلايا تسمى (المونوسايت) وحقنها داخل المفصل وبتطبيق هذه العملية سنحصل على نتائج جيدة جدا في علاج التهاب المفاصل والأوتار وعلاج الجروح المزمنة غير المستجيبة للعلاج.
لدينا حاليا 6 حالات من هذا النوع نقوم بتطبيق هذا العلاج عليها ولله الحمد التمسنا أخيرا بوادر ايجابية وتحسناً ملحوظاً من بعد 3 أسابيع منذ بدء العلاج وسنحكم على الخيول بشكل نهائي من بعد أسبوعين من عودتها الى التدريب، فالألم من المفترض ان يختفي كليا بعد 9-12 شهراً.المشكلة التي نواجهها لعلاج هذه الحالات هي التكاليف العالية للمعدات وهناك أجهزة معينة بحاجة للتعقيم.
- هل هناك حالات من الكسور تتم معالجتها كالحالات البشرية كالتجبير مثلا؟
- أكيد هناك كسور تجبر خارجيا وأفضل تجبير للخيل من أجل وزنه هو الفايبرجلاس ومن ميزاته أنه خفيف تستطيع الخيول ان تتحمله.ونعمل على وضع دعامات وشرائح من الحديد من الخارج للتثبيت الخارجي.
- لطالما سمعنا ان الخيل في حال تعرضت للكسر اصبحت خيلاً معدومة..فما رأيك؟
- لا طبعا غير صحيح لأن طب تجبير الكسور تطور ونحن بصدد انشاء قسم لعلاج الكسور وكما سبق واشرنا في الحلقة السابقة عن المركز بأننا سنقوم بافتتاح حمام سباحة خاص للخيل قريبا، واود ان اشير الى اهمية حمام السباحة في عملية اعادة تأهيل الخيل بعد العلاج بما يسمى (الفيزيوثرابي) او العلاج الطبيعي للخيول، لأنه عند تجبير مفصل الخيل لمدة 6 اشهر، نجد ان عضلاته ومفصله لم يتعرضا للحركة وبعملية وضع الخيل للسباحة فانها ستساعده على حمل وزن جسمه وتقليل الوزن على العضلات وبالتالي يستطيع تحريك القوائم الأمامية والخلفية بحركات سريعة ومنتظمة دون ان يشعر بعبء وزنه على العضلات.ونحن مستمرون برحلة تطوير مرحلة علاج الكسور على الرغم انها مكلفة جدا من حيث المعدات والأجهزة المستخدمة للعلاج.

حوادث صعبة

- حدثنا عن بعض أصعب الحالات التي قمت بعلاجها؟
- لقد قمت بعلاج حالة كسور للفك العلوي مع كسر سنتين لاحدى الخيول.
- ما الاسباب التي ادت لتعرض الحصان لهذا الحادث؟
- للاسف ان الخيل كان متروكاً داخل الصندوق (المنيش) وكان حول الصندوق حواجز حديدية وكان بجانبه خيل ثاني فتعارك كل منهما فضرب رأس هذا الجواد بالحديد فأدى الى ان فكه العلوي علق واحتجز بين حواجز الحديد فانكسر ولدينا صور لذلك الحادث.
- كيف استطعت ان تعالج هذه الحالة؟
- العملية كانت بحاجة الى مهارة يدوية وأول شيء نقوم به تنظيف مكان الكسر باستخدام المضرب لان الكسر عادة ما يؤدي لاحداث كدمة وهي عبارة عن تجمع دموي الامر الذي يسبب تباعد المسافة بين العظمتين فلا يحدث التآم ولكي نعالج الحالة لعمل التآم سريع يجب جمع العظمتين.ثانيا بعد التنظيف نبرد العظم ثم نقرب العظم على بعضه بوضع سلك ستانستيل مخصص ونعمل دعامه للأسنان من الخارج بحيث لا تسمح بالحركة الخارجية.

أمراض الأسنان

- ماذا عن أمراض أسنان الخيل؟
- بالنسبة للأسنان أهم شيء يهمنا هو الترسبات الجيرية على القواطع الأمامية والأنياب والتهاب اللثة. هناك عيوب خلقية موجودة في بعض الخيول تسمى نتوءات الاسنان او (شارب انيمال بوينت) وتحدث في الفك العلوي والسفلي.ففي حالة الفك السفلي فانها تحدث من الجهة الخارجية ومن الفك العلوي تكون من جهة اللسان نتيجة لعدم انتظام تآكل الأسنان فيكون الفك السفلي أضيق من الفك العلوي وعلاجها يتم بتنظيف دوري كل 6 أشهر وبرد الأسنان.
في حالة فقدان الخيل لبعض أسنانه فانه يستعيض عنها باستخدام أسنان اخرى سليمة مع التنظيف الدوري وبرد الأسنان كل 6 شهور لأن أسنان الخيل تنمو بالطول لذا نحن نحبذ ان يكون طعام الخيول خشن مثل الشعير حتى يطحنه فعملية الطحن تساعد على تآكل دوري للأسنان وتآكل الأسنان يؤدي الى تقارب الأسنان على بعضها، واود ان اشير الى ان تعرض الخيل لمشاكل الاسنان قد يؤدي الى احداث مشاكل اخرى ومنها المغص فاذا لم يحصل طحن جيد للطعام ومع اختلاطه باللعاب فان هذا قد يؤدي لصعوبة ببلع الطعام ومن ثم سوء بالهضم والذي بدوره سيؤدي للمغص.لذا عند تعرض الخيل لاية مشاكل في أسنانه فاننا ننصح بوجوب اخضاعه لفحص دوري كل 6 شهور.

المغص والتواءات الامعاء

- ما مرض «الكوليك» او ما يعرف بمغص الخيل؟ وما انواعه؟ ومن هو الاكثر اشاعة بين الخيل؟
- حالة المغص هي من الحالات الشائعة وتأتي عن طريق سوء الرعاية وتشمل سوء التغذية والماء والصحة وبرنامج التدريب.فمعدة الخيل حساسة جدا تشمل جزئين الاول جزء يشمل الهضم بحمض الهيدروكروليك كالتي لدينا نحن البشر، وجزء هضم ميكروبي اي بالاستعانة بتخمر البكتيريا، وبالنسبة لأمعاء الخيل فلديها أمعاء طويلة ومتعلقة غير متماسكة سهلة الحركة.معظم الاحيان تتعرض الخيل للمغص لعدة اسباب ابرزها سوء رعاية الغذاء المعطي للخيل.
فعلى سبيل المثال، الماء البارد، اذا تم اعطاء الخيل ماء بارداً من بعد الانتهاء من التدريب فان هذا الامر سيئ جدا الى درجة قد يؤدي الى التهاب وتهيج الأمعاء والمعدة لديه لذا فمن المستحسن الانتظار على الاقل نصف ساعة من بعد التدريب ومن ثم تزويده بالماء على ان تكون درجة حرارة الماء عادية.ثانيا التغير المفاجئ لكميات ونوعية الطعام (العلف) المقدم للخيل، ففي حال قرر راعي الخيل تغيير كمية او نوع العلف فانه يتوجب عليه خلط العلف القديم مع الجديد لمدة 5 أيام وذلك بغية مراعاة نوع البكتيريا الموجودة داخل الامعاء والتي تعيش على نظام معين وبهذه العملية نهيئ لها عملية تأقلم على المركب الجديد بخلط القديم مع الجديد.لأن تجديد نوع الطعام بشكل مفاجئ سوف يقتل البكتيريا الخاصة بالهضم فيتوقف الهضم فيحدث حموضة بالأمعاء توقف حركت الهضم وحدوث تقلصات في الأمعاء فتؤدي الى مغص شديد.
التواء الأمعاء هي حركة الأمعاء حركة دودية واتجاه الحركة من الفم الى الخلف.عندما يصاب الخيل بالمغص تحدث عملية عكسية وتقلص وانقباض شديد وارتجاع حركة الأمعاء وتتحول من الذيل الى الفم وكل ما كان الالتهاب كبيراً كل مازادت حركة الأمعاء غير المنتظمة، وجود الأمعاء معلقة داخل بطن الخيل فجزء منها يجف في اماكن ثانية ويحدث الالتواء، والذي غالبا ما يكون ناتجا عن عمليات تمدد الامعاء.فزيادة حركة الأمعاء الداخلية تبدأ بالتحرك والتمدد، وتقوم البكتيريا من جهتها بافراز غازات الامر الذي يؤدي الى حدوث الانتفاخات وقد تذهب الغازات ايضا الى أماكن غير الأمعاء مثل الطحال أو المصران الأعور الامر الذي قد يعزز من اضطرابات الامعاء والتفافها نتيجة الانتفاخات وعدم انتظام الحركة داخل الأمعاء، علما ان %5 من حالات المغص تكون حالات جراحية أو التواءات.

العلاج

- ما العلاج لحالات المغص والالتواءات؟
- الحل يعتمد على الحالة، ففي حالة الالتواءات سيكون جراحيا، للاسف احيانا نواجه صعوبة عند تشخيص الحالة المرضية.هناك مشكلة تكمن بأن بعض ملاك الخيل يتعجل الامور بعلاج الخيل المريضة بدواء قاتل الألم (Pain Killer) فينهي الألم عند الخيل مع عدم شفائها من الازمة الامر الذي يؤدي في بعض الحالات الى تضليلنا كأطباء عن موقع الالم، فالألم هو مؤشر وعلامة لنا لمعرفة مكان المشكلة ونوعية الحالة.الألم يقسم الى 3 درجات: ألم قوي وألم متوسط وألم بسيط، ولمعرفة مكان الألم أضع أو استخدم السماعة.وأيضا أستطيع ان أعرف درجة الألم عن طريق وضعية وجلسة الخيل في «المنيش» فعندما أدخل الاسطبل وأنظر للخيل فاذا كان جالسا وظهره «للمنيش» ورأسه للزاوية فان هذا معناه ان هناك ألماً واذا طبطبت عليه ولم يستجب فهناك ألم واذا كان رأسه للأسفل فهناك ألم ومن عوارض الألم الشديد ضرب الخيل لبطنه والنظر اليه.
ولطريقة تشخيصه استخدم أداة اسمها «اللواشة» وهي عبارة عن حلقة مربوطة بعصا لربط شفة الخيل لكي تحدث له ألم فينشغل بها وتشد انتباها وهي طريقة للتشخيص وقياس الالم لديه فاستطيع بذلك معاينته وفحصه لأن الحيوان بشكل عام عادة يصب كل تركيزه على الشيء الذي يألمه.
لذلك أول أمر يتوجب مراعاته بحالات المغص بأن يبادر الراعي باعطاء الخيل أدوية ومضاضات للالتهابات والتقلصات وفي حال اذا لم يستجب الخيل للعلاج ويهدأ خلال ساعتين من المعالجة يتوجب اللجوء والاستعانة بالدكتور البيطري لأن هذا يعني ان هناك مشكلة لم تعالج بالمسكن وهي اما ارتجاع بالمعدة أو امساك شديد أو انسداد في بعض أجزاء الأمعاء أو قد تكون مشكلة أكبر كحدوث التواءات وهنا يأتي دور الدكتور البيطري لعمل مختلف الفحوصات وفي بعض الاحيان قد تكون الاسباب ان المعدة بداخلها حمض تركيزه عال فيسحب الماء من الدم ويؤدي الى اصابة الخيل بالجفاف ووضع محاليل للخيل في هذه الحالة قد تكون غلطة وليس بالعلاج! وقد تكون المعدة في هذه الحالة مستندة على الحجاب الحاجز وعلى القلب وعلى الرئة فيحدث سرعة في التنفس وضعف في الدورة الدموية واحتقان بالعين وهبوط بالدورة الدموية.

تشخيص المرض

- كيف يمكن لراعي الخيل على الاقل تشخيص الحالة ولو بشكل مبدئي؟
- يمكن للمالك معرفة مكان الألم ونوعه عن طريق انتباهه لمدى درجات الألم التي يشعر بها الخيل وذلك اعتمادا على شكل ووضع الخيل ومدى امكانية لفت انتباهه.ففي حالة الالم البسيط نلاحظ ان الخيل غير وضعيته ولم يعط انتباها لمالكه عند التصفير له، هذا بحد ذاته مؤشر على ان هناك شيئاً غير طبيعي.الألم المتوسط هو عند اعطاء الخيل ظهره للمنيش ورأسه في الزاوية هذا يدل ان الخيل موجوع.اما في حالة الألم القوي فان الخيل يقوم بضرب بطنه والتدحرج على الأرض ويتعرض للانتفاخ في بطنه فيقوم باعطاء الخيل مضاد للتقلصات والالتهابات ومسكن لمدة ساعتين وان لم يكن هناك تحسن ملحوظ فعندها يجب استدعاء الدكتور البيطري بسرعة قصوى، ودور الدكتور البيطري بأن يقوم باعطاء العلاج اللازم من أدوية لاخراج الحمض المركز في المعدة او يقوم بغسل المعدة عن طريق حقن شرجية واعطائه المحاليل اذا لزم الأمر لكن في حالة وجود حمض في المعدة فلا يجوز اعطاؤه السكر الموجود في المحاليل واذا زادت التقلصات نلجأ الى ارسال الخيل لمستشفى الخاص.

العمليات الجراحية

- ماذا عن الحالات التي تستدعي التدخل الجراحي؟ وما مدى نسبة نجاح العمليات الجراحية للخيل في الكويت؟
- في الوقت الحالي لا توجد عمليات جراحية تجرى في الكويت خاصة للمغص بينما نسبة نجاحها عالميا تصل من %40 الى %50 فقط.وأثناء وجودي في ألمانيا لمدة عامين، زادت معرفتي بهذا المجال ولاحظت ان العناية بالخيل في مرحلة ما بعد الجراحة تعد أكثر تكلفة وأهمية من اثناء خضوعها للعملية الجراحية، لأن العملية الجراحية تقوم على فتح البطن والتخلص من الغازات الموجودة في الأمعاء اوالتخلص من الجزء الموجود فيه انسداد في منطقة الاخراج عند الخيل والمرحلة الأصعب تكمن عادة في عودة الامعاء لحركتها الطبيعية واخضاع الخيل للمحاليل اللازمة لمدة 4 أيام حتى لا تصاب بجفاف لان الخيل عادة يفقد ما مقداره 15 لترا من الماء أثناء التدريب و80 لترا من اللعاب يوميا لذا فنحن بحاجة لكميات كبيرة من المحاليل تعوض الخيل ما يفقده من سوائل.
طبعا عملية الجراحة للخيول تعد عملية كبيرة جدا تحتاج الى فريق عمل مختص بعمليات المغص لأنها اجراءات قد يستغرق 5 ساعات كما انه سيكون هناك حاجة الى دكتور تخدير مختص للتخدير بالغاز ومساعدين اثنين للدكتور الجراح.فبهذه العملية يقوم الجراحون باخراج كامل الأمعاء من بطن الحصان حتى يتوصلوا الى الجزء المصاب بالانتفاخ او الانسداد لعلاجه.

أحدث الاجهزة

- ما نوع الأجهزة المستخدمة في المستشفى لديكم؟ والى اي مدى توصلتم في تطويرها؟
- نحن في صدد تسلم عدد من احدث المعدات والاجهزة الطبية الخاصة بعلم طب الخيول وذلك بهدف مواكبة تطوير بعض من اجهزتنا واضافة معدات جديدة لنصبح بذلك الاحدث في هذا المجال على المستوى المحلي.علما بأننا نملك معظم الاجهزة اللازمة ابرزها اجهزة خاصة للتشخيص ذلك بالاضافة الى اجهزة خاصة لعمل تحاليل وكيمياء الدم.كذلك لدينا جهاز خاص لتحليل الأملاح المعدنية ومستوى الحموضة بالدم (غازات الدم) وجهاز تحليل البول.وجهاز ميكروسوب لتحليل اخراج الحيوان وخلال أسبوعين ان شاء الله سوف يكتمل تجهيز المستشفى بشكل نهائي.كما قمنا باحضار معمل للطب البديل لعلاج الاوتار والتهاب المفاصل وأحضره الأستاذ الألماني معه والجدير بالذكر اننا قمنا أخيرا بتطبيق بعض سبل العلاج الحديثة على بعض الخيول المريضة والمصابة ولله الحمد وجدنا بعد ثلاثة اسابيع من العلاج استجابة جيدة جدا لذا ارتأينا البدء باتباع هذه الطرق العلاجية الجديدة من الآن وصاعدا.
-